هاهى الأيام تمر , وهاهى نفحات ربنا تتوالى علينا , وهاهى السحب تنقشع وهاهى الغيوم تتبدد , وهاهى القلوب تتصافى
, وهاهى العيون تتشوق والكل يتطلع , وهاهو الهلال يتبسم ويظهر فى قلب السماء ليشق ظلمة سادت السماء , ولكنها ليست كتلك الظلمة التى سادت الأرض والتى هى أشد اشتياقاً لظهور الهلال ليعلن عن قدوم الضيف الكريم الذى سيضئ الأرض فى
ظل صراعات وظلم البشرية , فى ظل سيئات وذنوب الكثيرين والتى جعلت الكثيرين يعيشون فى غياهب الظلمات جاء الهلال ليعلن قدوم شهر رمضان .
أيها الهلال ....ماذا أقول لك ؟
سأقول لك كما علمنا المصطفى فداه أبى وأمى وروحى وكل شئ " الله أكبر الله أكبر ربى وربك الله هلال خير ورشد إن شاء الله
أهلَّك الله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربى وربك الله .
وأنت أيها الضيف الكريم شهر رمضان
أهلاً وسهلاً يارمضان ....... شرفت ياشهر القرآن
شرفت ياشهر الإحسان.......شرفت ياشهر الإيمان
شرفت ياشهر الإنتصارات....شرفت ياشهر الرحمة
شرفت ياشهر العزة ...... شرفت ياشهر الرفعة .
إخوانى وأخواتى رواد منتدانا الإسلامى تحية من الله طيبة مباركة لكم , وأهنئ نفسى وإياكم بقدوم شهر الإيمان والإحسان منذ أيام كان أفراد المنتدى الإسلامى جميعاً يكتبون ويخططون كيف نستقبل شهر الخير , وهاهو شهر الخير قد جاء , جاء ليخبرنا
بأن وقت الكلام قد ولى وأن الجائزة الكبرى قد انعقدت وأن السباق بدأ وأن ميدان السباق قد نصبت أركانه , ومدة هذا السباق ثلاثون يوم وليلة من استغلها ربح الدنيا والآخرة ومن خسرها خسرالدنيا والآخرة .
هاهى الجنة تتزين لعباد الله وتفتح أبوابها جميعاً وهاهى النار تغلق ابوابها جميعاً , وهاهى الشياطين تصفد فى جهنم , أى أيام هذه وأى نفحات تلك اللهم اجعلنا من الفائزين .
قال رسول الله
فى الحديث الذى رواه أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن , وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب , وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادى منادى ياباغى الخير أقبل وياباغى الشر أقصر , ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "
نعم ياأحبابى هذه أول ليلة من رمضان يطلع الله عز وجل على عباده وينظر إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه , فأى مفازة تلك والله إنه سباق الفائزين وتجارة الرابحين أيام معدودة كلها خير وبركة , فانظر ياأخى على أى شئ سينظر الله عز وجل لك وأنت
فى هذه الليلة المباركة هل سينظر إليك وأنت قائم تصلى وتسجد وتستغفر وتسبح بحمده , أم تراك غير هذا .
إن هذا السباق الذى قد عقد له أربعة أنواع من المتسابقين سأعرضهم عليكم وانظروا وصف كل متسابق واختر لنفسك منها واحد :
1 - المتسابق الأول : متسابق مستهتر مفرط مضيع لم يفهم حقيقة السباق ولم يدرك لغاية الكبرى منه فتراه يتسابق فى الشهوات المباحة وقد تكون غير مباحة فتراه يصرف فى الطعام والشراب وكل ما لذ وطاب من أكل وشرب ثم نوم الراحة غير عابئ بما يجب عليه فعله من طاعات , وهذا قد خسر السباق وخسره السباق .
2 - المتسابق الثانى :متسابق أسوأ حالاً من سابقه فهو يرى شهر رمضان بمثابة وسيلة للراحة من عناء الأعمال ومناسبة سنوية
للترفيه واللعب والتسلية , فتراه فى نهاره نائماً وفى ليله لاهياً لاعباً غير عابئ بما يجب عليه من طاعات وواجبات , فالمسلسلات
والأفلام هى غايته والمقاهى ودور اللهو وأصدقاء السوء رفقائه.
وهذان الصنفان قد خسروا السباق وخسروا خيرات كثيرة
3 - المتسابق الثالث : وهو متسابق عاقل أدرك ما عليه من واجبات تجاه هذا السباق فشمر عن ساعده فنهاره صوم وذكر وقرآن وليله تهجد وقيام واستغفار وتسبيح , علم بأن هناك راية منصوبة عليه الفوز بها فعمل من أجلها , وهذا من الفائزين فالحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
4- المتسابق الرابع : وهو أعلى درجة من المتسابق الثالث فهو أدرك القيمة الحقيقية للصوم والعبادة هو على اتصال بخالقه , فرمضان بالنسبة إليه هو فرصة كبرى للوصول إلى أعلى درجات العبادة والقرب من الله فهو يصل بعبادته لدرجة الأولياء المقربون الذين أخلصوا دينهم لله عز وجل فوصلوا لمرتبة الإحسان .
هؤلاء هم الأربع متسابقون , ورمضان هو أرض السباق , والطاعات هى أدوات السباق , والجنة والعتق من النيران هما جائزة السباق فهل من مشمر لهؤلاء .
ياترى ياشباب رمضان هيقدر يغيرنا ويخلينا نبقى زى المتسابق رقم 3 أو رقم 4
ياترى نقدر فى شهر رمضان نكون من الذين قال الله عز وجل عنهم فى كتابه " إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين "
إن شاء الله نقدر وهنتغير بإذن الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك